غرد على دوحة الأشعار في طرب ** و انثر تباشير إجلال على النجب
و قل لمن فجر الأقلام منتشيا ** إن ( البصائر) في الآفاق لم تغب
طوبى لنا بضياء الحرف قد رجعت ** أم الصحائف في أثوابها القشب
أهدي إليها ترانيما مطرزة ** يا روضة العلم و الإصلاح و الأدب
(جمعية العلماء ) اليوم سائرة ** نحو المعالي بجيل سامي الرتب
تسعى لنيل العلا ترشيد مجتمع ** يرنو الى عودة الأمجاد و الحقب
في حضنها يلتقي فرسان نهضتنا ** ليبعثوا الصحوة العظمى مع الشعب
و تنشر الضاد بين الناس في وطن ** أمسى غريبا لسان الأهل و العرب
حتى نراها كطفل في نظارته **
و يورق الحرف فوق الغار كالعشب
وتظهر الدين في طهر و في قيم ** و تقبر الجهل و الأحقاد بالغلب
(باديس ) في مقلة التاريخ رائدها ** يدعو الى النصر و الإسلام و النسب
هيهات أنسى نشيدا نام في شفة ** حب الجزائر منقوش على الهدب
شمس الأصالة بالآمال ساطعة ** نمحو بها الزيف في الأقوال و الخطب
إني على النهج باق ناشرا دررا ** لن ينضب الشعر من معزوفة الطرب
مهما كشفت مع الأحرار بهجتنا ** لا زال ملء فمي موال مغترب
إن الشهامة عند البذل خالدة ** ( شيبان ) يبقى برغم البعد مثل أبي
روائع الأمس شعت من سوانحه ** تجلي الحقائق بالإقناع في أدب
( قسوم ) يأسو جراح القلب من شجن ** و ( الهادىء ) الكفء صد الظلم بالدأب
و الشاعر الفحل ( شقار) بطلعته ** يكسو المعارف في أسلوبه العجب
و يزرع العزم مزهوا بوحدتنا ** ( أبو الربيع) ، فأحيا المجد بالحسب
( مولود ) بالصدق لا تثنيه عادية ** و في التراجم دوما غير مضطرب
كم ذا شكا لوثة الأقزام ممتشقا ** سيف الحقيقة ..لا يخشى فتى الريب
عند اللقاء أزف الشكر في فرح ** ذكراك غالية يا عمق مكتسبي
عذرا إذا فجر الوجدان قافية ** أنتم شموع الهدى في ساعة الكرب